محتوى المقال
التوجّه الذهني
عدم الثقة الكافية بالله الذي تعهّد بأرزاقنا ونحن في بطون أمهاتنا، وأقسم في القرآن على ذلك (وفي السماء رزقكم وما توعدون * فوربّ السماء والأرض إنه لحقٌّ مثلما أنكم تنطقون).
***
عدم الثّقة بتحقيق النّجاح؛ وذلك ينبع من سبب جوهري أشرنا له أكثر من مرة لأهمّيته (عدم فهم الذات)؛ حيث أن ذاتك هي بمثابة الأساس للبناء؛ بدونه لن يستقر البناء ولن يصمد؛ وذلك ما يجعلني أكرر أهميّة العناية بتحليل الذات، ليصبح مشروعك تعبيراً وتجليّاً لذاتك؛ بتماثل وتناسب كبير؛ ذلك أساساً مدعاةٌ لحب عملك والتطوّر فيه، وصولاً للإتقان والإبداع، وبالتالي التميّز والنجاح، والأهم من ذلك (الراحة) وعدم إرهاق النفس بأعمال غير متوافقة مع قدراتك وقابلياتك..
ذلك أشبه ما يكون بالبذور والبيئة الملائمة لها؛ فإن زرعت نخيلاً – يحتاج الحرارة – في منطقة باردة، منطقتها الغير مخصصة لها، حينها مهما بذلت مجهوداً مع هذه الشّجرة فإنها لن تُثمر، وإن أثمرت فبجهد جهيد، وخُسر مديد، وسعي من حديد، يفوق أضعاف الجهد الذي كنت ستبذله في حال استعانتك بسلاحك السّحري وقدراتك الصّلبة، بالمعركة والحقل المريح الذي يتناسب معك.
كما قال الخُبراء عن مايكل جوردن عن مرحلة عمله في بيئته المُناسبة ومرحلة ما قبل ذلك .. فعبّروا عن ذلك بقولهم: كان مايكل جوردن – أثناء لعبه كرة القدم – مثل الوردة المزروعة في غير أرضها؛ حتى انتقل للعب كرة السلّة فكان ذلك ملعبه الذي برع فيه، وساحته التي تلائمت معه ليصبح بعد ذلك بطلاً عالمياً في مجاله بعدما انزرع في تربته وبيئته المُناسبة لبذرته.
وإنني بهذا التكرار أجازف بأن أكون مملّاً للبعض بهذه النقطة، وانا مستعد أن أتجشّم عناء هذه المجازفة كي أتيقّن من إيضاح أهميّة هذا المفهوم المركزي، الذي أعدّه بمثابة حجر الزاوية بمشروعك.. وبهذا السياق أنصح وأؤكّد على ضرورة مشاهدة فيديوهات (د. رضا الحديثي.. خبير الأنماط الشخصية) وقراة كتبه (مدرسة الصّحابة).
***
من المخاطر المُحدقة أيضاً بمشروع حياتك: العيش بالماضي الأليم والاستغراق به؛ خذ منها الدروس والعبر وامضِ نحو الأمام (كتاب الهدية هو خير دليل بهذا الموضوع، وكتاب “لا تحزن” لعائض القرني، وكتاب “قوّة الآن” لإيكهارت تول، مع قواعدنا الشرعية: الرضا بالقضاء والقدر، وعدم فتح كلمة “لو” التي تفتح عمل الشيطان، وتوجيهات خالقنا بالقرآن ألّا نحزن على ما فاتنا).
***
تعجّل النتائج، كمن تريد حمل وولادة الطفل في شهر! بينما الطبيعي ان يأخذ الطفل حقّه ومداه حتى يكتمل نموه. كمن يزرع اليوم وينتظر غدًا الحصاد!
***
يجب استثارة العقل بتمارين ذهنيّة تفيد المشروع وتفيد كافة مجالات التوازن بالحياة؛ مثل قوّة التوقّع؛ حيث تتخيّل دائماً مآلات الأحداث / التصرّفات / الأقوال / الأفعال… وذلك سيجعلك تفرمل تجاه الكثير من الانطلاقات الخاطئة؛ ويُكسبك بنفس الوقت رصانة فيما تفعل.. وتكون بذلك أقرب إلى الصواب والدقة.
من أهم التمارين الذهنية (قوّة التخيّل) أو ممارسة “تفكير العودة من المستقبل” ؛ بأن تسحب فكرتك التي تنوي عملها وتذهب بها (بمخيلتك) إلى نهاياتها؛ فترى ما الذي يمكن أن يعترضك من تحدّيات تطيقها أو لا تطيقها، وبالتالي هل تلك الفكرة مناسبة أم يتم تعديلها أم العدول عنها.. وهذه الممارسة تعتبر من أمتع الممارسات لدي؛ والتي أستفيد منها كثيراً في تطوير اتجاهاتي بشكل مستمر.. يصفها الغرب بـ (التأمّل) ونحن المسلمون نصفها بـ (عبادة التفكّر).. والدكتور مالك بدري هو أفضل من يتكلم بهذا المجال.. وهنا أنصح بقراءة الكتاب الرائع (العيش المتعمّد – لجون ماكسويل).
***
افتقاد الشجاعة اللازمة لبعض القرارات، وخصوصاً إذا أسندتها باستشارة واستخارة (إذا عزمت فتوكّل على الله).
***
اللامنطقية؛ المبنية على تصوّرات مشوّهة من البداية؛ فيتخيّل نتائج ورديّة نتيجة قصر النظر وضيق الأفق؛ فلا يستطيع تخيّل الأرصدة المعرفية والخبراتية والعلاقاتية التي يجمعها ويضيفها لرصيده؛ ويكون نظره منصبًا على المكاسب المادية السريعة، دون التفكير بشكل استراتيجي.
غياب التوجّه المُناسب الذي سيُهدّف عليه طوال الوقت، فتُصبح جهوده نوعاً من العبثيّة الغير هادفة، الغير واعية، الغير ناضجة.. فيتوه في صحراء التنوّع الضخم من (الأولويّات، الاحتمالات، السيناريوهات،…)
***
ان يكون تركيزه في اكتساب التجارب والخبرات والمعارف على جوانب ومسارات لا تتلائم مع طبيعة شخصيته ومع توجّهه الاستراتيجي، فتتناثر نتائج هذه التجارب وتُهدر، ولا يستطيع البناء فوقها والاستفادة منها مع الوقت، لأنه لم يحدد الوجهة التي يريد أن يتوجّه إليها بقصد ووعي، ويفقد ميزة واحتمالية بناء زخم متراكب متراكم كلما تقدّم بهذا الطريق الطويل، فيصبح كـ (سيزيف – بالأسطورة اليونانية) الذي يدفع الصخرة لمنتصف الجبل ثم تهبط منه للوادي فيُكرّر تلك العملية طوال الوقت دون أن يبني زخماً متتابعاً يؤدي لبلوغ القمّة وتحقيق الراحة.
(يمكنك الاستزادة حول ذلك بمقالات: تفكير استراتيجي مرن)
معلومات قيّمة .